تسلم وزير العدل النقيب شكيب قرطباوي رئاسة الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وذلك في ختام المؤتمر الرابع للشبكة الذي انعقد على المستوى الوزاري مدى ثلاثة أيام في بيروت، والذي توّج أعماله بالتوصل إلى "إعلان بيروت لمكافحة الفساد"، وأبرز ما جاء فيها الدعوة إلى مراجعة وتطوير هيئات واستراتيجيات مكافحة الفساد القائمة، والتشديد على ضرورة النظر في مسألة الفساد السياسي لاستكشاف أبعادها وضبط معانيها، إضافة إلى إيلاء الإهتمام الحقيقي لدور القضاء، من خلال تعزيز إستقلاله ونزاهته ومهنيته وفق المعايير الدولي،واقتراح أليات إقليمية محددة تُعنى باسترداد الأموال المتأتية عن الفساد.
وكان المؤتمر قد تضمن جلسات وورش عمل متواصلة، بمشاركة أكثر من مئتين وخمسين شخصا من أكثر من ثلاثين دولة من بينهم وزراء ورؤساء هيئات رقابية وقضائية ومسؤولون رسميون وقضاة وبرلمانيون وناشطون يمثلون المجتمع المدني والقطاع الخاص من عشرين بلدًا عربيًّا.
وقد لفت الوزير قرطباوي في كلمته الختامية إلى "أنإعلان بيروت لمكافحة الفساد، يجب ان يشكل محطة استثنائية من محطات نضالنا المشترك ضد الفساد. فهو يؤسس لمرحلة جديدة من الإبتكار والتجدد في التصدّي لأحد أكثر قضايا العصر خطورة وصعوبة، وأحد أكثر العوائق عناداً في مواجهة التنمية والسلم والإستقرار"
وقال: "إذ يشرفني باسم وزارة العدل في الجمهورية اللبنانية أن أتسلم رئاسة الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، أعدكم بأن أقوم بعمل ما هو ممكن لإكمال المسيرة وتعزيزها بما يتناسب وطموحاتنا المشتركة وتطلعات شعوبنا"
وتابع قرطباوي مؤكدا أن "الفساد لا ينتظر أحدا وعلينا نحن أن لا تنتظر أحدا أيضاً، بل يجب أن نأخذ زمام المبادرة في بلادنا وأن نمد يدنا لكافة الجهات المعنية التي تشاركنا الأهداف والغايات ذاتها حتى نستطيع أن نضيف، ولو حجرا واحدا، في بناء النزاهة والشفافية، الذي لن يكتمل إلا بإيجاد مناخ ديمقراطي منفتح على الآخر، برغم إختلاف الأفكار ووجهات النظر، وقيام دولة قانون عمادها القضاء المستقل والنزيه. وفي هذا السياق، شكّل المؤتمر مثالاً لما نطمح إليه ونرجوه من التقدم نحو ترسيخ الديمقراطية وحرية الرأي.
وأغتنم الفرصة ختاماً لأعيد تأكيد ما قاله دولة رئيس مجلس الوزراء في افتتاح هذا المؤتمر بأن لبنان يفتخر بالشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وبما أنجزته بفترة وجيزة، وأننا ملتزمون بدعمها والعمل على مأسستها لكي تصبح منظمة إقليمية قائمة بحد ذاتها، قادرة على ربط الجهود الإقليمية بالجهود الوطنية بشكل أفضل، وعلى توفير شروط النجاح لجهودنا على إمتداد المنطقة العربية."
وشكر قرطباوي دولة رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر الوزاري والتشاركي الهام، وللحضور جميعاً لتكبد مشقة الحضور، ولكل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر وتحديداً أعضاء اللجنة التنظيمية فرداً فرداً، والقيمين على برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP ومشروعه الإقليمي بشخص السيد أركان السبلاني، والرئيس السابق للشبكة من المملكة المغربية عبد السلام أبو درار الذي قدم له قرطباوي درعاً تقديريا بإسم وزارة العدل وأعضاء الشبكة.